بحث ناشرون أفارقة خلال ندوة نظمت، اليوم الثلاثاء بالرباط، ضمن فعاليات الدورة ال27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب (2-12 يونيو) إشكالية تداول وتوزيع الكتاب في البلدان الإفريقية. وشكل هذا اللقاء الذي حمل عنوان “المغرب – إفريقيا: آليات تداول الثقافات الإفريقية”، فرصة للمتدخلين لبحث مختلف القضايا والتحديات المتعلقة بتداول الكتب ما بين البلدان الإفريقية، والتأكيد على الدور الذي يمكن أن يضطلع به الناشرون الأفارقة للتعريف بثقافات بلدانهم وتعزيز حضورها على الصعيد الدولي. وخلال هذا النقاش الذي أدارته الناشرة والكاتبة المغربية، نادية السالمي بجناح الشرف المخصص للقارة الإفريقية هذا العام، تساءل المتحدثون أيضا عن ماهية دور السياسات العمومية في التعريف والنهوض بالثقافات الإفريقية.
وفي هذا الصدد، تحدث مؤسس دار النشر (غاندال) بغينيا كوناكري أليو ساو، عن غياب اتفاق بين البلدان الإفريقية في مجال التوزيع والإنتاج والنشر المشترك للإصدارات الأدبية، مشيرا إلى أن الأمر يستدعي تظافر الجهود وتقديم الدعم المالي الكافي وتعبئة الكتاب والمثقفين في البلدان الإفريقية من أجل ترويج أفضل لأعمالهم.
وفي نفس السياق، توقفت ماري أكاث أمويكون، عن دار النشر إيبورني بكوت ديفوار عند الدور الذي يتعين أن تضطلع به السلطات العمومية من أجل دعم الكتاب الإفريقي وتداول ونشر الأعمال الأدبية بإفريقيا، داعية مهنيي القطاع إلى الاجتهاد أكثر بغية إطلاق مبادرات حثيثة تصب في اتجاه تعزيز تداول الأعمال الأدبية الإفريقية.
وتابعت أن دار النشر إيبورني مثلا تعمل بشكل وثيق مع نظيرتها المغربية (ملتقى الطرق) لنشر أعمال المؤلفين المغاربة في كوت ديفوار.
من جانبها، قالت الكاتبة السنغالية، نافيساتو دياوف، إن هذه الإشكالية تؤثر بالدرجة الأولى على المؤلفين الأفارقة الذين يجدون صعوبة في الترويج لأعمالهم، وخاصة في البلدان الإفريقية.
وأضافت أن كتبها على سبيل المثال، معروفة وذائعة الصيت في بلدان أخرى مقارنة مع بلدها، وذلك بفضل النهج الجيد الذي تتبعه دور النشر في فرنسا وكندا، مشددة على أن الخيط الناظم والأبرز بين الناشرين والمؤلفين أنفسهم يتحدد بناء على مستوى الشغف بهذا المجال الحيوي.
ويندرج تنظيم هذا اللقاء في إطار اختيار موضوع الآداب الإفريقية كضيف شرف للمعرض بهدف إبراز الروابط متعددة الأبعاد بين الثقافة المغربية وثقافات البلدان الإفريقية.