يضع المشاركون في منتدى الرؤساء التنفيذيين في إفريقيا، أكبر تظاهرة دولية للقطاع الخاص الإفريقي، هذه السنة، السيادة الشاملة للقارة في صلب أولويات أعمالهم، من خلال مقاربة دور القطاع الخاص ضمن الاستراتيجيات الوطنية للاستقلال الاقتصادي.
وتهدف هذه التظاهرة الهامة، المنعقدة يومي 13 و14 يونيو الجاري بأبيدجان تحت شعار “السيادة، والنمو الأخضر والتحول الصناعي: المسارات الجديدة للازدهار الإفريقي”، إلى بحث آفاق التنمية الإفريقية على ضوء الأزمات المتتالية التي حدثت منذ سنتين والتي تسرع تحول الاقتصاديات.
وسيسعى المتدخلون، في وقت أضحت فيه السيادة الاقتصادية في صلب انشغالات الدول، إلى تحديد الأدوات التي من شأنها تمكين إفريقيا من اغتنام الفرص التي يتيحها السياق العالمي الجديد على نحو أفضل، والذي يرتقب أن تشكل اضطراباته محفزا قويا للإقلاع.
وسواء تعلق الأمر بخفض العجز التجاري للمواد الغذائية، أو استرجاع التحكم في المعطيات الرقمية، أو إنتاج الأدوية محليا، فإن سعي إفريقيا إلى السيادة يعد اليوم محور عدة استراتيجيات وطنية عبر القارة، والتي يفرض نجاحها حوارا بين القطاعين العام والخاص.
ويطمح المنتدى، من خلال هذه الإشكالية ذات الراهنية الكبرى، إلى وضع أسس خارطة طريق إفريقية كفيلة بإنعاش اقتصاد القارة، الذي يعاني من تأثيرات الأزمة الصحية، وتحصينه في وجه مخاطر الظرفية الجيوسياسية الدولية.
وبالإضافة إلى تسليط الضوء على الدور المحرك للقطاع الخاص في تنمية القارة، ستركز أشغال هذا المنتدى المرموق اهتمامها على المتطلبات المناخية من أجل مصالحة التنمية الاقتصادية لإفريقيا مع مفهوم الاستدامة، بهدف إطلاق حقبة جديدة من النمو القاري.
وتعد الحقبة الجديدة من النمو مصدر تفاؤل لصناع القرار الأفارقة، وفقا للنتائج الأولية لمقياس ثقة أرباب المقاولات بشأن المستقبل الاقتصادي للقارة، الذي تم إنجازه من طرف مجموعة “جون أفريك ميديا” بشراكة مع “Deloitte”، والذي سيجري تقديمه خلال المنتدى.
وتم، أمس الاثنين، تخصيص جلسة بعنوان “Deal Room Maroc” للمغرب، الفاعل المهم والداعم الوفي للمنتدى منذ تأسيسه، حيث سيتم تنظيم موائد مستديرة تجمع وفدا رسميا ونخبة من المستثمرين ورؤساء مقاولات لمناقشة مشاريع شراكات بين القطاعين العام والخاص في المجالات ذات الأولوية كالبنيات التحتية والسياحة والطاقات والصناعات الغذائية.
واختار المنتدى، في نسخته لسنة 2022، تعبئة أرباب المقاولات والمستثمرين وصناع القرار العموميين من أجل اقتراح مسارات جديدة للنمو الإفريقي، وتسليط الضوء على الدور المحرك للقطاع الخاص في تنمية القارة.
وستشارك في هذه المناقشات، للمرة الأولى، مجموعة من المدراء التنفيذيين لمقاولات إفريقية كبرى يسعى المنظمون لضمها إلى أشغال المنتدى من أجل إرساء التبادل بين عمالقة القارة والجيل الجديد من المقاولات الناشئة.
ويعرف هذا الموعد السنوي الكبير للقطاع الخاص الإفريقي، في نسخته الحالية، مشاركة 1500 من أرباب المقاولات والمستثمرين وصناع القرار السياسي، القادمين من 70 دولة إفريقية ومن مختلف أنحاء العالم.
وهو بذلك يتيح للمدراء التنفيذيين الولوج إلى شبكة مرموقة مع صناع القرار بالقارة، واغتنام فرص أعمال جديدة في وسط ملائم للمعاملات والاستفادة من تحليلات مستشاري كبرى المكاتب الاستشارية لتوجيه أو تعزيز استراتيجياتهم.
ويشكل المنتدى، بالنسبة للمستثمرين، مناسبة لاكتشاف المشاريع الاستثمارية الواعدة بشكل حصري، وربط اتصالات متميزة مع صناع القرار العموميين الراغبين في تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتكييف استراتيجياتهم على ضوء أحدث الاتجاهات الاقتصادية والجيوسياسية.
من جانبها، تستعرض الحكومات المشاركة رؤيتها الاستراتيجية لتنمية بلدانها أمام مجتمع المستثمرين، كما تشارك في النقاشات حول آفاق النمو لكل قطاع وتلتقي بمجتمع المستثمرين الدوليين بغية تطوير شراكات جديدة بين القطاعين العام والخاص.
ويأخذ المنتدى، الذي تأسس قبل 10 سنوات في سياق نمو قوي، على عاتقه توسيع هذه الدينامية وإبراز دور القطاع الخاص، أكثر من أي وقت مضى، في إرساء إفريقيا ذات سيادة ومبتكرة ومعترف بقيمتها على مستوى العالم.