بداية غزة تقاوم لوحدها تقاوم في بيئة إستراتيجية صفرية لا مدد لوجستي او سياسي او حتى إنساني بل أكثر من ذلك هناك خيانة وتواطؤ عليها في السر والعلن من محيطها العربي (بعض الانظمة العربية )اضافة الى تبعات الحصار الذي دام قرابة 20 سنة ونظام عالمي إستعماري إمبريالي يرفض اي كيان او شعب مقاوم ممانع لمخططات المركزية الغربية الغارقة في نهب خيرات دول الجنوب (الهمجية غير المتحضرة )أو المخططات الاستيطانية ذات الطابع الاحتلالي المدعمة بالروايات الدينية المزعومة (تلك قصة أخرى انشاء الدولة الامريكية وشبيهتها إسرائيل )
هذه كلها مؤشرات ليست في صالح غزة وشعبها الصامد …
لكن مكامن قوة غزة هو البعد الرمزي العقائدي والتشبث بفعل المقاومة كخيار استراتيجي وهنا لا أقصد المقاومة المسلحة فقط لكن المقاومة ببعدها الشامل والرهان على وعي شعب غزة وفلسطين ومن ورائهما كل الشعوب والجماعات والافراد التي تعي طبيعة الصراع من بعده السياسي والاخلاقي …
غزة قوية بحاضنتها الشعبية التي أثبتت على وعي سياسي كبير رغم حجم الدمار الكبير والعدد الهائل من الشهداء والمفقودين فهي مدركة جدا بالخطة الصهيونية بتهجير سكان غزة والدفع بهم الى الجنوب تم بعد ذلك الى سيناء وهذا هو جوهر الاستراتيجية الصهيونية (تهجير السكان الاصليين وإحلال سكان أخرين)
لحد الان بعد أكثر من شهر جيش الاحتلال غير قادر ان ياتي ولو بإنجاز واحد ليظهره الى جمهوره او الى العالم كانتصار ولو بشكل متواضع …
ماذا لو سقطت غزة ؟؟؟
حتى لو سقطت كل غزة فهي منتصرة ،لماذا في رأيي المتواضع :
اهم إنتصار هو إعادة إحياء القضية الفلسطينية من جديد التي كانت قاربت على تصفيتها.
الانتصار الاخر هو إحياء فعل المقاومة في نفوس ملايين الناس خاصة الاجيال الجديدة …
حجم الية القتل الصهيونية ستلد ميكانيكيا جيلًا جديدا اكثر شراسة وقوة وممانعة يرفض التصالح …
تأخير الاستيلاء وهدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم
كشف محاور التطبيع والخيانة امام شعوبها
رجة كبيرة في الضمير العالمي والعربي والاسلامي …
سقوط ماكينة الدعاية الصهونية
ربما انطلاقة ربيع ديمقراطي جديد أكثر قوة وبداية التخلص من الاستبداد وتوجيه البوصلة نحو فلسطين.