بعزم وإصرار، وتفاؤل بتغير الأوضاع وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، يحتفظ العاملون بالمجال المسرحي في جهة فاس مكناس، على غرار نظرائهم، بأمل في معانقة حرارة التفاعل مع الجمهور، واللعب بشغف فوق خشبة المسرح.
واستبدت الحيرة، والقلق أحيانا، لأشهر طويلة بنفوس المهنيين حول أفق استئناف الاشتغال بالمسرح، لكن جذوة الأمل ظلت متقدة تطلعا الى اشتعال أضواء المسرح من جديد وانفتاح أبواب الفرجة في وجه الجمهور، ورسم معالم مسار فني متجدد وحافل بالعطاءات.
دبت الحياة من جديد بالمسرح بجهة فاس مكناس، احتفالا باليوم العالمي لهذا الفن (27 مارس من كل سنة)، بتقديم عروض مسرحية مصورة لفرقة “نادي مرآة للمسرح” بمسرحيتها “بورسويت”، خلال الشهر الماضي، في إطار الجولات المسرحية المدعمة من وزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الثقافة.
وبدعم من قطاع الثقافة، تمت في الفترة ما بين 04 و24 أبريل، برمجة تصوير خمسة عروض مسرحية سيتم بثها في وقت لاحق رقميا لفائدة الجمهور. ويتعلق الأمر ب مسرحية “ذات مرة” لفرقة “المواهب الشابة للسينما والمسرح بفاس”، ومسرحية “1X2” لفرقة “آرت” آزرو، و”فلاش باك” لفرقة “الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون”، و”شاروخان ماروكانان” من إخراج ابراهيم الإدريسي الحسني، ومسرحية “اتسلا… الكلام” من إخراج حميد الرضواني.
ويقول محمد العلمي مسؤول فرقة “الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون” وباحث في الثقافة والإعلام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه العودة لأجواء الأعمال المسرحية تكتسي نكهة مختلفة عن الإحساس المعتاد بلقاء الجمهور بشكل مباشر، الذي يحقق متعة الأداء الفني وتفاعليته.
ووصف محمد العلمي هذه العودة ب “الصعبة”، ليعبر عن أمله في عودة مباشرة تكتمل بلقاء الجمهور وتقديم أجود الأعمال الفنية إليه، والاستمتاع بالعروض المسرحية المتنوعة التي تساهم في تنشيط المشهد الثقافي بالعاصمة العلمية للمغرب، مع مراعاة الشروط الاحترازية.
ويسترجع الثنائي محمد وأمين في العرض المسرحي “فلاش باك” مجموعة من المواقف التي عاشاها في مراحل من الحياة، بداية بالتعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي لجيل الثمانينيات والتسعينيات، مع عرض مشاهد كوميدية تبرز خصوصية الأسر المغربية وبعض العادات التقليدية وطقوس مناسبات اجتماعية مثل الخطوبة والزواج.